كتاب وآراء

سمير عطا الله:كآبة المنظر في واشنطن

غداً يوم كئيب في واشنطن. وربما في جميع أميركا: الرئيس السابق يغادر العاصمة غاضباً في يومها الأهم عبر التاريخ، والحالي لا يجد من يتسلم منه مراسيم الرئاسة الأكثر أهمية. لا يتسنى للجديد أن يشكر سلفه على ما حقق، ويرفض السلف أن يبلغ خلفه التمنيات التقليدية ويسلمه مفاتيح الأسرار ومفتاح ضرب الكوكب بالعدم الأخير، خلال ساعتين. منذ 46 رئيساً لم يكن 20 يناير (كانون الثاني) مثلما هو عام 2021. رئيس يخرج

سمير عطا الله:البطيخ والطاعون

  يروي الدكتور طه حسين في «خواطر سائح» أنه كان مبحراً ذات عام مع عائلته إلى مرسيليا. ومضت الباخرة في طقس هادئ وهواء مريح حتى بلوغ المياه الفرنسية: «وما هي إلا ساعات حتى كان اضطراب البحر قد انتهى إلى أقصاه، وحتى كان الناس لا يكاد يسمع بعضهم بعضاً إذا تحدث بعضهم إلى بعض. فالموج مصطخب والريح تعصف عصفاً، والسفينة لا تتمايل، وإنما يتقاذفها الموج. وقضينا الليل في هذا الهول، وأصبحنا

سوسن الأبطح:«غول» التكنولوجيا

الجمعة – 2 جمادى الآخرة 1442 هـ – 15 يناير 2021 مـ ما يحدث يتجاوز الخيال. من كان يصدق أنه في معقل أكبر ديمقراطية في العالم، يمكن لرجل واحد يملك شركة تكنولوجية، أن يسكت رئيس البلاد متجاهلاً عشرات الملايين ممن انتخبوه، ويجعله بلا حنجرة، ومحروماً من إبداء الرأي، من دون العودة إلى أي هيئة، أو الخضوع لأي نص قانوني واضح، ولا يجابه بمعارضة فعلية. صحيح أن الرئيس دونالد ترمب، تجاوز

سمير عطا الله:تصرفوا كرجال دولة

الخميس – 1 جمادى الآخرة 1442 هـ – 14 يناير 2021 مـ عند ترشّح دونالد ترمب للرئاسة في المرة الأولى، اختار كثيرون من الأميركيين ومواطني العالم أن يكونوا ضده. وبعد انتخابه بقي كثيرون أيضاً على موقفهم. لكن ما هو حق طبيعي للأفراد، هو أمر شبه محظور على الدول والمنظمات. الذين يسخرون الآن من الدول التي تعاملت مع دونالد ترمب يُظهرون سطحية فاقعة. تلك الدول لم تنتخب لأميركا رئيسها. وتلك الدول

حازم صاغية:ما الذي يجمع بين النظام الإيرانيّ و«داعش»؟

الأربعاء – 30 جمادى الأولى 1442 هـ – 13 يناير 2021 بين النظام الخمينيّ في إيران وتنظيم «داعش» آلاف الفوارق: في الطبيعة والنشأة والتركيب والتمثيل والآيديولوجيا… مع هذا، ثمّة شيء أساسيّ مشترك بينهما: إنّ ولادة مشروعيهما مرتبطة بحطام المشاريع التي عرفها المشرق العربيّ. الثورة الخمينيّة في 1979 جاءت بعد انهيار متدحرج دام عقدين وطال كلّ الأيقونات السياسيّة والآيديولوجيّة العربيّة، لا سيّما المشرقيّة منها: – الوحدة العربيّة تلقّت هزيمتها القاتلة مع

سمير عطا الله:المسألة في الاتباع الثلاثاء - 29 جمادى الأولى 1442 هـ - 12 يناير 2021 م

كان دونالد ترمب على حق عندما قال إن 75 مليون أميركي قد اقترعوا له. والحقيقة التاريخية هي دائماً في الجماهير المصفقة، وليس في صاحب الخطاب. ترمب ليس أول ظاهرة شعبوية يتبعها، من دون تفسير، ملايين الناس. لا يزال المثال الأكثر فظاعة يوم خرج شعب مثل الشعب الألماني خلف النمساوي أدولف هتلر، يصفق ويهزج ويهتف ويقاتل ويحتل، ويدمر. ولم يستفق إلا و«القائد» في خندق يطلق رصاصة في صدغه. القول إن أميركا

سمير عطا الله:الشامتون بالديمقراطية

لا يستطيع المرء أن يشيح بنظره عن تطورات أميركا. كل لحظة أمر جديد وخوف آخر. ولم تتردد رئيسة مجلس النواب في إعلان خوفها من كبسة زر نووي. فأميركا تزداد كل يوم ذهولاً ورعباً مما حدث. وكلما تكلم أحد الاقتحاميين عمّا فعل وماذا كانت نواياه، تأكد للأميركيين أنهم كانوا على حافة حريق كبير. أحد هؤلاء دخل الكونغرس وهو يحمل علم الحرب الأهلية. المئات جاءوا في الشاحنات من مزارعهم تلبية لنداء ترمب

حازم صاغية:إنّه البرلمان...

الأحد – 27 جمادى الأولى 1442 هـ – 10 يناير 2021 في هذا العام الجديد، 2021، سيتمّ التذكير بثلاث بدايات لثلاثة عقود: قبل ثلاثين سنة، في 1991، حين هُزم الانقلاب الشيوعي في الاتّحاد السوفياتي السابق. قبل عشرين سنة، في 2001، حين نفّذت «القاعدة» جريمة 11-9 في نيويورك وواشنطن. قبل عشر سنوات، في 2011، حين تلاحقت الثورات العربيّة بعد باكورتها التونسيّة أواخر العام الذي سبق. البرلمان، كرمز للديمقراطيّة، كان حاضراً في

عبد الرحمن الراشد : الدولة أكبر من الرئيس

الجمعة – 25 جمادى الأولى 1442 هـ – 08 يناير 2021 مـ وجد السياسيون المتضامنون مع الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترمب، أنفسهم بين خيارين؛ إما خسارة الحكومة أو خسارة الحكم، الأغلبية اصطفت مع الدولة، فالمؤسسة أهم من الفرد. ما جرى أمس في واشنطن قانوني، بما في ذلك الاعتراض على النتائج وضد ترئيس جو بايدن، باستثناء اقتحام الكونغرس وتهديد أعضائه. اهتزت صورة الولايات المتحدة، البلد الذي يفاخر بنظامه ويحاضر على الأمم

حازم صاغية:الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

الأربعاء – 23 جمادى الأولى 1442 هـ – 06 يناير 2021 في خطابه الأخير رأى حسن نصر الله أنّ المقاومة والصواريخ التي عزّزتها بها إيران وسوريّا هي التي جعلت العالم كلّه يهتمّ بلبنان ويأخذه في حسابه. هي التي وضعت لبنان على خريطة العالم. النبرة فيها تأسيسٌ من صفر لشيء لم يوجد قبلاً. هذا القرن المنصرم من عمر لبنان لم يشهد ما يستحقّ أن يُذكر إلى أن جاء «حزب الله». البلد