الأربعاء – 17 رجب 1444 هـ – 08 فبراير 2023 مـ – رقم العدد16143
الناجون يودعون أحباءهم.. وأنين تحت الأنقاض
تواصلت في المناطق التي طالها الزلزال المدمّر في تركيا وشمال سوريا، أول من أمس، لليوم الثاني، عملياتُ البحث بين الأنقاض، وسط تسجيل حالات إنسانية مؤثرة تمثَّلت في توديع الناجين لأحبائهم الضحايا، وسماع أصوات أنين تحت الركام.
وتمكَّنت فرق البحث العاملة في المناطق المنكوبة بتركيا من إنقاذ 10 أشخاص على الأقل، بينهم طفل؛ ففي مدينة إسكندرون التابعة لولاية هاتاي، تمكَّنت فرق البحث من إنقاذ 4 أشخاص، بينهم طفل عمره 10 سنوات، من أنقاض بناء مكون من 5 طوابق. وفي ولاية ديار بكر، أنقذت الفرق شخصاً مصاباً عمره 30 عاماً، بعد 27 ساعة من بقائه تحت الأنقاض. وفي ولاية كهرمان ماراش أنقذت فرق البحث شابة عمرها 24 عاماً، من حطام مبنى سكني مكون من 7 طوابق. كما استطاعت الفرق إنقاذ شابة في هاتاي بعد 40 ساعة من بقائها تحت الأنقاض.
وفي حين قال خبراء إنَّ الساعات الـ24 المقبلة ستكون «حاسمةً» في العثور على ناجين وإنقاذهم، وإنَّ عدد الناجين سيكون مرشحاً للتناقص بدرجة كبيرة بعد 48 ساعة، وبدأت أعمال نصب خيام تتَّسع لـ10 آلاف شخص أرسلتها جمعية الهلال الأحمر التركي في مرحلة أولى إلى المناطق المتضررة من الزلزال جنوب البلاد.
ووجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، بتقديم مساعدات عاجلة لتركيا وسوريا لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين، وإطلاق حملة شعبية للتبرع عبر منصة «ساهم» لمساعدة الضحايا. وأعربَ الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان عن أصدق التعازي والمواساة لتركيا وسوريا، وشعبيهما الشقيقين، وبخاصة أسر الضحايا، وتمنياتهما للمصابين بالشفاء العاجل. وأكَّدت السعودية وقوفَها وتضامنها مع البلدين الشقيقين في هذا الظرف الإنساني، كما وجهت القيادة بتقديم الدعم والمساعدة للبلدين في هذه الأزمة من خلال بعث فرق إنقاذ وتسيير جوي إغاثي يشمل مساعدات طبية وإنسانية بصورة عاجلة. وكان الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بعثا ببرقيتي عزاء ومواساة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان في ضحايا الزلزال.
بدوره، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في 10 ولايات تضرَّرت من الزلزال. وقال إردوغان إنَّ الفرق المختصة أنقذت حتى الآن أكثر من 8 آلاف شخص من تحت الأنقاض، مشيراً إلى تعليق الدراسة في عموم البلاد حتى 13 فبراير (شباط) الحالي وحتى 20 من الشهر نفسه في الولايات المنكوبة. وأوضح الرئيس التركي أنَّ بلاده تواجه إحدى كبرى الكوارث؛ ليس في تاريخ الجمهورية فحسب؛ بل في المنطقة والعالم
كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 8 فبراير/شباط 2023، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، إلى 8 آلاف و574 قتيلاً، و49 ألفاً و133 مصاباً، فيما بلغ عدد المباني المدمرة 6 آلاف و444 مبنى.
أردوغان تحدث عن بعض المشاكل في الاستجابة للزلزال في اليوم الأول، لكن العمليات عادت لطبيعتها، مؤكداً أن السلطات المعنية حشدت جميع الموارد لمواجهة آثار الزلزال، وهي تعمل بكل إمكاناتها مع البلديات، وخاصةً إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد).
أردوغان يطمئن المتضررين
كما طمأن الرئيس التركي أردوغان مواطنيه بأنه سيتم التكفل بهم، معلناً إمكانية بقاء المتضررين من الزلزال في فنادق تم التعاقد معها في ولايات أنطاليا ومرسين ومدينة ألانيا.
تأتي تصريحات أردوغان خلال زيارة تفقدية قام بها إلى ولاية كهرمان مرعش، التي ضربها زلزالان عنيفان، وأثرا على 9 ولايات أخرى، وشمالي سوريا، وتلقى الرئيس التركي معلومات فور وصوله إلى مطار كهرمان مرعش من وزير الداخلية سليمان صويلو، والمسؤولين الآخرين هناك.
كما تفقد الرئيس التركي أردوغان مخيماً أقيم في ملعب المدينة، لإيواء المتضررين من الزلزال في الولاية.
وفجر الإثنين، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، ومئات الهزات الارتدادية، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
والثلاثاء، أعلن أردوغان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في عشر ولايات تركية، تضررت من زلزال ولاية كهرمان مرعش. والولايات العشر هي: أضنة، وأدي يمان، وديار بكر، وغازي عنتاب، وهطاي، وكهرمان مرعش، وكيليس، وملاطية، وعثمانية، وشانلي أورفة.
في يوم الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، ضرب زلزال مدمر جنوبي تركيا وشمالي غرب سوريا مخلفاً آلاف الضحايا ما بين قتيل وجريح. بلغت قوة هذا الزلزال غير المسبوق 7.8 درجة، وقد أعقبه زلزال آخر بعد ساعات قليلة بلغت قوته 7.5 درجة.
أما مركز الزلزال فقد كان يقع على بعد 17.9 كيلومتر تحت سطح الأرض بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية، وفقاً لجمعية المسح الجيولوجي الأمريكية.
وبعد 12 ساعة من الزلزال الأول، ضرب زلزال آخر شمالي مدينة غازي عنتاب، بنفس الشدة تقريباً، وعلى مقربة من مركز الزلزال الأول. كذلك أطلق الزلزال موجات باتجاه الشمال الشرقي؛ مما تسبب في حدوث دمار في وسط تركيا وسوريا، ووفقاً للناجين فقد استمرت الهزات الزلزالية قرابة الدقيقتين.
ولم يضرب زلزال كهذا منطقة مأهولة بالسكان في تركيا منذ عام 1939، لذلك يعتبر زلزال 2023 أعنف زلزال يضرب المنطقة منذ عقود.
هجمات الأسد وغارات روسيا ثم الزلزال.. كارثة داخل كارثة، هكذا أصبح وضع الشمال السوري الذي نسيه العالم
“كارثة داخل كارثة” هكذا يمكن وصف الحال في الشمال السوري، بالنسبة لمجمل البلاد، حيث تضاعفت تداعيات الزلزال في سوريا، جراء سنوات من هجمات الأسد والقصف الروسي ثم جائحة كورونا وأيضاً سياسات النظام في تقليل نقل الوقود لخارج العاصمة.
والآن مرة أخرى، يسمع السوريون دوي سقوط المباني، ويرون الغبار المتصاعد من أكوام الخرسانة الرمادية القاسية وأسياخ الحديد الملتوية التي كانت منازل ومكاتب. ومرة أخرى، يحفر الناس بأيديهم في الأنقاض، على أمل، يتبدد في أحيان كثيرة، إنقاذ أهلهم وأحبابهم، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.
فيوم الإثنين 6 فبراير/شباط، تسبب زلزال مدمر في محو مجمعات سكنية ومتاجر وحتى أحياء كاملة في ثوانٍ، في مشاهد مألوفة تماماً لمنطقة دمرتها أكثر من عشر سنوات من الحرب الأهلية.
وكان ملايين الأشخاص الذين نزحوا بسبب الحرب فروا إلى الشمال، المكان الوحيد الذي لا يزال خارج سيطرة الحكومة. وكانوا يحتمون في الخيام والأطلال القديمة وأي مكان آخر يجدونه بعد أن طال الدمار منازلهم السابقة.
والانهيار الاقتصادي الذي تسببت فيه الحرب حال دون حصول كثيرين منهم على طعام لائق. وأزمة الوقود هذا الشتاء تجعلهم يرتجفون من شدة البرد في فراشهم. وتسببت البنية التحتية المتآكلة في إصابة الآلاف بالكوليرا في الأشهر الأخيرة. وأدى الخراب الذي لحق بالمستشفيات إلى عجز كثيرين منهم عن الحصول على رعاية صحية.
ثم جاء زلزال يوم الإثنين، ليفاقم الكارثة في الشمال السوري الذي نسيه العالم.
الغارات الجوية الروسية، ثم هجمات بشار الأسد، واليوم زلزال
يقول إبراهيم الخطيب، أحد سكان تفتناز في شمال غرب سوريا، إنه هب فزعاً من نومه في الصباح الباكر واندفع إلى الشارع مع جيرانه. وقال: “كيف لنا أن نتحمل كل هذا؟ الغارات الجوية الروسية، ثم هجمات بشار الأسد، واليوم زلزال؟”.
ويقول الدكتور أسامة سلوم في مستشفى على حدود إدلب: “تأتينا جثث جديدة كل دقيقة”. وتوفي صبي، في السادسة من عمره تقريباً، حين كان الدكتور سلوم يجري له عملية إنعاش قلبي رئوي. وقال: “رأيت الحياة تغادر وجهه”.
كارثة داخل كارثة بالشمال السوري والبعض ظن الزلزال قصفاً روسياً
وقال الدكتور سلوم: “ظللنا نجوب السماء بأعيننا بحثاً عن الطائرات. كان عقلي يخدعني، ويوهمني بأن الحرب عادت من جديد”.
وناشد مارك كاي، المتحدث باسم لجنة الإنقاذ الدولية، إرسال مزيد من المساعدات إلى سوريا في أعقاب الزلزال. وقال: “في أي مكان آخر في العالم، ستكون هذه حالة طوارئ، ولكن في سوريا هي حالة طوارئ داخل حالة طوارئ”.
على أن خسائر الحرب- الدمار الهائل، والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وانهيار العملة- ستزيد من صعوبة عمليات الإنقاذ من جميع الجوانب.
رغم الاستجابة السريعة من فرق الطوارئ فإن الدمار كان أكبر من طاقتهم
فرغم الاستجابة السريعة من فرق الطوارئ في المنطقة المنكوبة، والبحث بين الأنقاض في البرد القارس والمطر، كان حجم الدمار يفوق طاقة عمال الإنقاذ المعتادين على المباني المنهارة.
فلا تتوفر معدات إنقاذ تكفي الأعداد الكبيرة من الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض. وانهارت المباني التي نجت من الزلزال الأول الذي بلغت قوته 7.8 درجة جراء توابع الزلزال المتكررة، في انعكاس لهشاشة البنية التحتية في سوريا بعد سنوات من الغارات الجوية والقصف المدفعي.
وفي حلب، قال السكان إن الناس خائفون جداً من البقاء في منازلهم كي لا تنهار فوقهم، ولذلك يكتفون بالبقاء في سيارات في أماكن مفتوحة مثل ملاعب كرة القدم.
عشرات الآلاف أصبحوا مشردين في مناطق المعارضة
وتسيطر جماعات المعارضة على الركن الشمالي الغربي من البلاد، على طول الحدود مع تركيا، ويقطنها حوالي 4.6 مليون شخص. ويقول رائد الصالح، مدير منظمة الخوذ البيضاء، منظمة الإغاثة والدفاع المدني التي تعمل في مناطق خارج سيطرة الحكومة، إن عشرات الآلاف من الأشخاص في تلك المنطقة أصبحوا مشردين مؤخراً.
ومخيمات اللاجئين ممتلئة عن آخرها بالفعل جراء النزوح من مناطق الحرب، فهي تضم 2.7 مليون شخص قدموا إلى الشمال الغربي من أجزاء أخرى من البلاد.
وصارت المستشفيات شبيهة بما كانت عليه حين كان القتال في ذروته، حيث اكتظت الأجنحة بالمرضى الذين يتشاركون الأسرّة والأطباء الذين يعالجون الضحايا في كل زاوية.
فرغم انتهاء الاشتباكات الكبرى، لم يعد القطاع الصحي للعمل بكامل طاقته بعد. فلا يعمل الآن سوى 45% من مرافق الرعاية الصحية في سوريا قبل الحرب، وفقاً للجنة الإنقاذ الدولية.
وحتى الآن، لم تبدأ أي جهود واسعة النطاق لتجديد البنية التحتية المدمرة في سوريا، وتلقي الحكومة باللائمة في ذلك على العقوبات الغربية، ولو جزئياً.
السوريون يشعلون النار في القمامة طلباً للتدفئة
وهذا الشتاء، يعمد السوريون إلى إشعال القمامة وقشور الفستق لتدفئتهم، ويستحمون مرة واحدة فقط في الأسبوع ولا يذهبون إلى المدرسة أو العمل بسبب نقص الوقود اللازم لإيصالهم إلى هناك. وهجر البعض الوجبات الساخنة. وباع آخرون ستراتهم الشتوية لشراء الطعام أصلاً.
وفي بعض الأماكن، لا تعمل الكهرباء سوى أقل من ساعة في اليوم، ما يجعل السخانات الكهربائية والهواتف المحمولة عديمة الفائدة. وتوقفت مضخات المياه في المزارع، ما أدى بالتالي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية؛ والمضخات لا تعمل أيضاً في المباني السكنية، وهذا أجبر الناس على الشرب من مصادر ملوثة.
وتقلص الناتج المحلي الإجمالي لسوريا بأكثر من النصف بين عامي 2010 و2020، وفقاً للبنك الدولي، وصُنِّفت من جديد في الدول منخفضة الدخل عام 2018. وتسببت جائحة فيروس كورونا في مزيد من الخسائر الاقتصادية وإرهاق نظام الرعاية الصحية في البلاد.
ورغم انتصار حكومة الأسد في الحرب، فهي تعاني نقصاً شديداً في السيولة في السنوات الأخيرة لدرجة أنها لجأت إلى إجبار رجال الأعمال الأثرياء على المساهمة في تمويل الرواتب والخدمات الحكومية.
الزلزال أوقف نقل المساعدات عبر تركيا لشمال سوريا
وقالت ماديفي سون سوون المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس الثلاثاء إن تدفق المساعدات من تركيا إلى شمال غرب سوريا توقف مؤقتاً بسبب تداعيات الزلزال المدمر، مما جعل عمال الإغاثة يواجهون مشكلة فيما يتعلق بطريقة توصل المساعدة للناس في بلد مزقته الحرب.
والمساعدات عبر الحدود، والتي تشرف عليها الأمم المتحدة منذ عام 2014، مهمة جدا للسوريين الذين فروا من حكم الرئيس بشار الأسد خلال الصراع مبتعدين عن الأراضي التي يسيطر عليها.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز إنه لا توجد صورة واضحة عن موعد استئناف المساعدات التي يعتمد عليها نحو أربعة ملايين شخص.
وأضافت: “بعض الطرق معطلة والبعض الآخر لا يمكن الوصول إليه. هناك مشكلات لوجستية تحتاج إلى حل”.
وقالت: “نحن نستكشف كل السبل للوصول إلى المحتاجين”.
يتضمن ذلك إيصال المساعدات من داخل سوريا عبر الأراضي التي يسيطر عليها نظام الأسد، وهي عملية تنطوي على عبور الخطوط الأمامية التي نادراً ما تمر عبرها المساعدات خلال الحرب.
وتعارض دمشق منذ فترة طويلة العملية الإغاثية إلى سوريا من تركيا، وتقول إن المساعدات يجب تسليمها من خلال الحكومة السورية.
دعوات لروسيا للضغط على الأسد لفتح المعابر لمناطق المعارضة
من جانبها دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى فتح جميع المعابر الحدودية للتمكن من تقديم المساعدة بشكل أسرع في سوريا أيضاً.
وقالت بيربوك في مؤتمر صحفي، إنه لا يوجد حالياً سوى معبر حدودي مفتوح واحد وقد تضرر بسبب الزلزال. وأضافت: “لهذا فإن فتح المعابر الحدودية مهم جداً”، وتابعت: “أن الواجب المطلق الآن هو أن تصل المساعدات الإنسانية إلى حيث تكون هناك حاجة إليها”، من قبل المتضررين.
ودعت وزيرة الخارجية الألمانية روسيا إلى المساعدة في الضغط على سوريا للسماح بدخول المساعدات الإنسانية لضحايا الزلزال بسرعة ودون أي عقبات إضافية. وقالت: “لا بد أن يمارس كل اللاعبين الدوليين، ومن بينهم روسيا، الضغط على النظام السوري لضمان وصول المساعدات الإنسانية للضحايا”. وتابعت: “من المهم تنحية الأسلحة جانباً الآن وتركيز كل الجهود في المنطقة على المساعدات الإنسانية وعلى انتشال الضحايا وحمايتهم” موضحة أن كل دقيقة تحدث فارقاً.
نظام الأسد يمنح المناطق خارج العاصمة وقوداً أقل
وفي خضم نقص الوقود على مستوى البلاد، أعلنت وزارة النفط السورية يوم الإثنين أنها سترسل إمدادات إضافية من البنزين والديزل إلى المحافظات المتضررة لتشغيل الآلات اللازمة لعمليات الإنقاذ وإزالة الحطام. وسلطت هذه الخطوة الضوء على قلة ما تحصل عليه المناطق خارج العاصمة دمشق من وقود في الأشهر الأخيرة، بعد أن خفضت الحكومة دعم الوقود بدرجة كبيرة.
وكان ما يعرفه معظم السوريين أن هذا النقص في الوقود جعل حتى أبسط الأنشطة كابوساً، حتى قبل أن يضرب الزلزال.
الزلزال في سوريا يأتي ظل طقس شديد البرودة
وقال مواطنون وعامل إغاثة مقيم في دمشق إن غياب الوقود يعني كهرباء شحيحة، وبالتالي قلة الماء الساخن اللازم للاستحمام أو تحضير الشاي الساخن. وفقدت الأشجار في العاصمة دمشق والغوطة، الضاحية الريفية، فروعها بعد أن قطعها الناس ليشعلوها. ويلجأ آخرون لحرق بقايا الزيت الصناعي، والفضلات المتبقية من عصر الزيتون، أو الإطارات، أو الملابس القديمة، أو القمامة التي يرسلون أطفالهم لجمعها من الشارع.
وخارج المنازل، كانت الحياة متوقفة بالكامل تقريباً بعد أن توقفت سيارات الأجرة والمواصلات العامة بسبب نقص الوقود.
وأغلقت المدارس أبوابها أو غاب عنها طلابها؛ لأنهم لا يتمكنون من إشعال الأنوار أو تدفئة الفصول الدراسية. وتعطلت شبكات الإنترنت والهاتف المحمول. وأُغلقت المكاتب الحكومية ليومين من أيام الأحد في ديسمبر/كانون الأول توفيراً للوقود؛ واستقال عشرات الموظفين حول طرطوس، المطلة على ساحل البحر المتوسط، مؤخراً عوضاً عن إنفاق رواتبهم على الذهاب إلى العمل والعودة منه، وفقاً لصحفي في المنطقة لم يرغب في الكشف عن اسمه خوفاً من الحكومة.
وهذا الصحفي وزوجته وأطفالهما الثلاثة يذهبون إلى الفراش في أبكر وقت ممكن، حوالي الساعة 6 مساءً، لمجرد الحصول على التدفئة.
البعض توقف عن غسل يديه، و82 % بالشمال الشرقي لا يستطيعون شراء الصابون
واتحدت ندرة الوقود مع بنية المياه المتدهورة في سوريا لتفجر أزمة أخرى العام الماضي: تفشي الكوليرا. ففي منتصف ديسمبر/كانون الأول، قالت الأمم المتحدة إنها تشتبه في أكثر من 60 ألف إصابة بالكوليرا على مستوى البلاد.
والوصول إلى المياه النظيفة محدود جداً لدرجة أن بعض السوريين قالوا إنهم توقفوا عن غسل أيديهم لادخار المياه للشرب، أو إنهم يشربون مباشرة من نهر الفرات الملوث، وفقاً لاستطلاع حديث في شمال شرق سوريا أجرته منظمة REACH؛ قال 82% من المشاركين في الاستطلاع إنهم لا يستطيعون شراء صابونة.
وقالت إيما فورستر، مديرة السياسات والاتصالات في منظمة المجلس النرويجي للاجئين، ومقرها دمشق: “الخدمات العامة بالفعل على وشك الانهيار بعد 12 عاماً من الأزمات. ويقول الناس إنه أسوأ عام حتى الآن، إلى جانب سنوات الحرب”.
آخر الأخبار
حصيلة الزلزال في تركيا وسوريا تتجاوز 11 ألف قتيل
سيرغي لافروف يصل الخرطوم بالتزامن مع زيارة مبعوثي واشنطن وأوروبا
يبدأ اليوم الأربعاء وزيرُ الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة إلى السودان يلتقي خلالها رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو، وتأتي هذه الزيارة في إطار جولة في عدد من الدول الأفريقية والعربية لبحث علاقات روسيا مع تلك الدول.
وتتزامن زيارة لافروف إلى الخرطوم مع زيارة مبعوثين من دول غربية ومن الولايات المتحدة، يلتقون خلالها مع القوى العسكرية والقوى السياسية الموقعة على الاتفاق الإطاري المبرم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ووصل إلى الخرطوم، الثلاثاء، 6 مبعوثين يمثلون الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج والاتحاد الاوربي، في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام تهدف إلى الوصول إلى اتفاق نهائي لنقل السلطة للمدنيين بناء على الاتفاق الإطاري الموقع بين القوى المدنية وقادة القوات المسلحة.
زلزال تركيا وسوريا: الهلال الأحمر السوري يدعو الغرب إلى رفع العقوبات ودول عربية تهب لإغاثة سوريا
دعا رئيس الهلال الأحمر السوري، خالد حبوباتي، الدول الغربية إلى رفع العقوبات عن سوريا وتسهيل جهود الإغاثة.
وفي مؤتمر صحفي، أمس، ناشد حبوباتي برنامج الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المساعدة في فتح الطريق ودعم الهلال الأحمر في إيصال المساعدات الإغاثية لإدلب.
ويُنتظر أن تتوجه لجنة وزارية لبنانية إلى سوريا، اليوم، لعقد اجتماعات مع المسؤولين السوريين بشأن المساعدات الإنسانية اللازمة لضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، وأسفر عن مقتل الآلاف.
وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، علي حمية، أمس، استعداد مطار بيروت وميناءي بيروت وطرابلس؛ لاستقبال المساعدات الإنسانية المعفاة من الضرائب المتجهة إلى سوريا.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن المملكة ستقيم جسرا جويا لإرسال مساعدات إلى تركيا وسوريا، ولم يرد أي تأكيد من دمشق بخصوص هذا حتى الأن.
وقالت سوريا إن الإمارات أرسلت 3 طائرات، وأكدت تعهدها بإرسال مساعدات بقيمة 50 مليون دولار للمناطق المنكوبة في الشمال السوري.
وسيّر الأردن، خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، 4 طائرات إغاثة إلى سوريا وتركيا، محملة بمعدات إنقاذ وخيام ومواد طبية بالإضافة إلى إرسال بعثة من أطباء ومنقذين من فريق البحث والإنقاذ الدولي، كما تعهد بتسيير طائرة إضافية، الخميس.
زلزال تركيا وسوريا: وكالات الإغاثة تحذر من تضاؤل فرص الإنقاذ مع مرور الوقت
حذرت وكالات الإغاثة الموجودة في جنوب تركيا وشمال سوريا بعد زلزال يوم الإثنين المدمر من أن فرص إنقاذ المزيد من العالقين تحت الأنقاض تتضاءل مع مرور الوقت.
ووفقا لآخر الإحصائيات فقد ارتفع العدد الإجمالي لقتلى الزلزال في تركيا وسوريا إلى أكثر من تسعة آلاف شخص وهي أعداد مؤقتة إذ يتوقع أن ترتفع إلى ضعف هذا الرقم وربما أكثر.
وتفيد التقارير في سوريا بأنه تم إيجاد طرق بالتنسيق مع دمشق لإيصال المساعدات الإنسانية الدولية إلى المتضررين في الشمال، لكن تضرر الطرق في بعض المناطق صعب من وصول المساعدات العاجلة.
زلزال تركيا وسوريا: من المتوقع أن يفوق عدد القتلى 20 ألف شخص
من المتوقع أن يرتفع عدد قتلى الزلزال بشكل كبير وقدر مسؤولو منظمة الصحة العالمية أن يصل العدد إلى 20 ألف. وتأتي تلك التحذيرات مع تواصل الجهود الدولية لإنقاذ المحاصرين وسط طقس شديد البرودة.
ولا تزال المساعدات الدولية تتدفق على تركيا. لكن سوريا لا تزال تناشد العالم لرفع العقوبات وفتح المعابر لتسهيل جهود الإنقاذ.
روسيا وأوكرانيا: زيلينسكي يزور بريطانيا اليوم ويلقي كلمة أمام البرلمان
قالت رئاسة الوزراء البريطانية إن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، سيقوم اليوم الأربعاء بأول زيارة له إلى بريطانيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
ولم يتضح بعد جدول الزيارة، غير أن رئاسة الوزراء البريطانية أفادت بأن زيلينسكي سيلقي كلمة أمام مجلس العموم، كما سيشهد تدريب القوات المسلحة البريطانية لعدد من عناصر الجيش الأوكراني.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إن بلاده ستوسع التدريب ليشمل الطيارين المقاتلين ومشاة البحرية الأوكرانية، متعهدا باستثمار طويل الأجل في الجيش الأوكراني.
زلزال تركيا: مقتل مصرييْن في منطقة الإسكندرون
أعلنت وزارة الخارجية المصرية مقتل شخصين من أسرة واحدة في منطقة اسكندرون في جنوبي تركيا بعد انهيار المبنى حيث كانوا يقطنون بسبب الزلزال.
وقالت الخارجية في بيان لها إنها تواصلت مع الجالية المصرية واتحادات الطلاب لمعرفة مصير عدد من المصريين، إذ لم تحتو القوائم الصادرة من الخارجية التركية على أسماء ضحايا مصريين. أما في سوريا، فلم تتوفر معلومات تشير إلى وجود ضحايا.
وتشير تقديرات وزارة الهجرة المصرية إلى وجود نحو 30 ألف مصري في تركيا، بينما لا يوجد إحصاء رسمي بعدد المصريين في سوريا.
احتراق مركبة داخل منطقة سكة قطار الحرمين في جدة
أعلنت شركة مشروع القطار السعودي الإسباني التي تشرف على تشغيل قطار الحرمين السريع، بحسب موقع عكاظ السعودي، وقوع حادث داخل سكة قطار الحرمين السريع فجر اليوم الأربعاء، في محافظة جدة عند تقاطع طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز بسبب سقوط إحدى المركبات داخل منطقة السكة واحتراقها.
وأكدت الشركة عدم وقوع ضحايا إذ تم تفعيل خطة الطوارئ ونقل المصابون إلى المستشفيات، وتم الانتهاء من حصر الأضرار ومباشرة العمل على إصلاحها، وأعلنت الشركة عدم وجود أي تأثير على حركة القطارات وجدول الرحلات.
زلزال تركيا وسوريا: أردوغان يعلن حالة الطوارئ وتحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية في سوريا
ارتفعت أعداد قتلى الزلزال في تركيا وسوريا إلى أكثر من 8700 شخص بحسب الأرقام الرسمية، ولا يزال أفراد فرق الإنقاذ يصارعون الوقت للعثور على ناجين لا يزالون تحت الأنقاض.
وقال مسؤولون في طواقم الإسعاف والإنقاذ إنهم سجلوا حتى الآن 6234 قتيلا في تركيا و2470 في سوريا.
ومع مرور الوقت يتكشف بوضوح حجم الكارثة، ومن المرجح أن يرتفع عدد القتلى بشكل كبير.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن آلاف الأطفال ربما لقوا حتفهم.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالة الطوارئ في 10 محافظات. وقدرت هيئة الأرصاد أن هذا الزلزال هو الأعنف منذ عام 1999.
واندلعت النيران مجددا في ميناء الإسكندرون الجنوبي، رغم أن سلطات الإطفاء كانت قد أعلنت تمكنها من إخماد الحريق بعد الزلزال الذي ضرب يوم الإثنين المنطقة. وعلق العمل تماما في الميناء بعد اندلاع الحريق وتم تحويل سفن الشحن إلى موانئ أخرى.
وأعرب مسؤولو الإغاثة عن قلقهم بشكل خاص بشأن الوضع في سوريا، التي تعاني في الأساس من أزمة إنسانية بعد أعوام من الحرب المدمرة، وجاء الزلزال ليفاقم من الأزمة بشكل لايمكن وصفه.
جو بايدن في خطاب الاتحاد يحذر الصين ويقول “لا تسيئوا فهمنا” وبكين ترد
وجه الرئيس الأمريكي خلال خطاب الاتحاد أمام الكونغرس كلمة إلى الصين وأكد خلالها أن واشنطن ستدافع عن مصالحها بحزم، وقال إن الولايات المتحدة ستتصرف عندما “تهدد الصين سيادتها” وأعرب بايدن عن استعداد بلاده للتعاون مع الصين، مؤكدا في الوقت نفسه عدم التهاون في الدفاع عن مصالح بلاده.
وتأتي تلك التحذيرات بعد أيام من إسقاط الجيش الأمريكي لمنطاد صيني السبت قبالة سواحل ولاية ساوث كارولاينا، وقال بايدن “لا تسيئوا فهمنا، اذا هددت الصين سيادتنا سنتصرف لحماية بلادنا، وقد فعلنا ذلك”. وأوضح أن واشنطن لا تسعى إلى نزاع مع بكين لكنها لن تسمح لها بترهيب الولايات المتحدة.
وقالت الصين إن الولايات المتحدة تبالغ في رد فعلها على “منطاد للرصد الجوي” وعلقت بعد خطاب بايدن قائلة إن بكين ستدافع بقوة عن مصالحها.
كما تناول بايدن عددا من القضايا منها الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط.
وقال متوجها إلى سفيرة أوكرانيا لدى واشنطن التي كانت حاضرة في الكونغرس “سنقف الى جانبكم مهما استغرق الأمر”.
واتهم بايدن شركات النفط الكبرى بتحقيق “أرباح طائلة” باستغلال أزمة موارد الطاقة الأخيرة للتربح.
لكن بايدن حاول أن يبدو متفائلا وقال رغم الأزمات فإننا في موقع أفضل من أي بلد آخر على وجه الأرض.