فبوصول وزير الخارجية التركي إلى بيروت مساء اليوم ونظيره القطري يوم غد تكون أميركا قد لزمت عملية استطلاع الحلول لدولتين لا يجمعهما ود سعودي على أن تقوم الولايات المتحدة بإجراء استطلاع ثان من خلال وفد الكونغرس إلى لبنان
هو تحليق على علو منخفض فوق الأجواء اللبنانية البلاد التي تبقى لها مصادر خيرات وثروات يهتم فيها الغرب أكثر مما يعيرها المسؤولون هنا العناية الفائقة واللازمة حيث يهملون الموجودات ولا يستثمرون في ثروة من نفط وغاز أو على الأقل ينظمون
والغطاء الاميركي لجولة التركي والقطري يأخذ أيضا أبعادا تتصل بالصراع الاميركي الاسرائيلي على مناطق النفوذ فالخلافات بين واشنطن وتل أبيب طفت على السطح من إثيوبيا الى السودان وصولا الى الشرق الأوسط مرورا بلبنان
لكن حركة الملاحة السياسية إلى بيروت لم تهز الجذع الحكومي الذي أبقى على ” بريز ” الاجتماعات مسحوبا من كهربائه وبينما راجت معلومات عن حلول يجري ترتيبها لعبور وزاري آمن يكون “مكرمة ” لبنانية إلى السعودية أكدت مصادر الجديد أن أيا من هذه المكرمات لم يبلغ مرحلة التفاوض للنقاش وظلت الامور عالقة عند نقطة الصفر . لكن هناك من يعول على حل بقدرة القضاء فالأربعاء المقبل موعد بت رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود دعاوى مخاصمة الدولة المقدمة من رئيس الحكومة الأسبق حسان دياب والنائب نهاد المشنوق ويضع الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي الرهان على قبول عبود هذه الدعاوى لفتح باب أمام بقاء قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار مع إحالة محاكمة الرؤساء والوزراء الى المجلس الأعلى وبالتالي حل أزمة التحقيق في تفجير المرفأ وعودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد. فهل يسخر القاضي عبود القضاء لرغبات السياسيين وجنوحهم نحو ضرب استقلالية هذه السلطة الرفيعة ويدور الزوايا و يحكتم إلى قانون ” اخاصمك اه ” ؟أم سيبقى رئيس مجلس القضاء في الأعلى ويرفض دعوى المخاصمة ويصمد امام الرياح السياسية حاميا الاستقلالية القضائية وفي لقاء الاربعاء العدلي سيظهر الحسم وإذا استحصل عبود على لقاح مناعة القطيع السياسية فسيسطر قرارا يعلن فيه كف يد الزعماء عن التدخل في الشؤون القضائية فرئيس مجلس النواب نبيه بري وحده: لا يحاكم في المجلس الأعلى ولا يدع القضاة يحاكمون وقد لا يقتصر التدخل السياسي على قوس العدالة فالأضرار طاولت التعطيل الحكومي وشلل المرافق العامة وامتناع الموظفين الرسميين عن الحضور الى أعمالهم ولن يلام موظف في وزارة إذا امتنع عن التزام دوامه الرسمي ما دام ” رب البيت ضاربا بالطبل” والوزراء أنفسهم يمتنعون عن الحضور الى جلسة مجلس الوزراء بقرار معمم
فهل يستمر التعطيل مطولا ليضرب المواعيد الانتخابية؟ لتاريخه يؤكد المعنيون أن الانتخابات على مواعيدها ” والمصاريف ” ستقع على الاتحاد الأوروبي الركن الضامن لتمويل المستلزمات وهذا التأكيد قد يشكل عاملا محفزا للمغتربين الذين يقعون على مسافة خمسة ايام من انتهاء
مهلة التسجيل في السفارات .
ومع قرقعة طبول المعركة ربما يحدث المغتبربون الفرق
فيقلبوا الصورة بصوت