24/2/23:استئناف محادثات باريس للتوصل إلى هدنة بغزة و“CIA” تشكك بصحة الاتهامات الإسرائيلية بتورط موظفي “الأونروا”

24/2/23:استئناف محادثات باريس للتوصل إلى هدنة بغزة و“CIA” تشكك بصحة الاتهامات الإسرائيلية بتورط موظفي “الأونروا”

استئناف محادثات باريس للتوصل إلى هدنة بغزة و“CIA” تشكك بصحة الاتهامات الإسرائيلية بتورط موظفي “الأونروا”

الخارجية الفلسطينية: خطة نتنياهو لما بعد الحرب «إعادة احتلال» غزة

جنود إسرائيليون خلال عملياتهم في قطاع غزة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس»... الصورة تم نشرها في 18 فبراير 2024 (رويترز)

عبَّرت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم (الجمعة)، عن رفضها الشديد لخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحرية العمل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة.

“CIAسي آي إيه” تشكك في صحة الاتهامات الإسرائيلية بتورط موظفي “الأونروا” في هجوم 7 اكتوبر مع “حماس” وترجعها الى الكراهية التي تكنها إسرائيل للوكالة

واشنطن ـ “راي اليوم”:

شكك تقييم أجرته الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) في صحة مزاعم إسرائيلية بتورط موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

واتهمت إسرائيل 12 موظفا في وكالة الأونروا بالمشاركة في الهجمات التي شنتها حماس على مستوطنات غلاف غزة، وقالت إن 10% من جميع العاملين في الوكالة الأممية ينتمون إلى حماس.

ودفع هذا الاتهام -الذي لم يستند إلى أدلة- العديد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، إلى قطع التمويل الذي كانت تمنحه للوكالة، التي تلعب دورا مهما في إغاثة الفلسطينيين في غزة خلال الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع بسبب الحصار والحرب المتواصلة منذ 140 يوما.

ووفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن تقرير الاسخبارات الأميركية الذي صدر الأسبوع الماضي، قيم “بثقة منخفضة” أن “حفنة من موظفي الوكالة ربما شاركوا في الهجوم”، وأشار إلى أن الاستخبارات تعتبر تلك الاتهامات ذات مصداقية، وإن كانت لا تستطيع التأكد من صحتها بشكل مستقل.

ورغم ذلك، شكك تقرير الاستخبارات الأميركية بشكل صريح في صحة الاتهامات التي وجهتها إسرائيل للوكالة الأممية بالتعاون مع حماس على نحو أوسع.

وأشار تقرير نشرته صحيفة “غارديان” البريطانية إلى أن التقرير ذكر أنه رغم تنسيق الأونروا مع حماس لتقديم المساعدات الإنسانية والعمل في غزة، فإنه لا وجود لدليل يشير إلى أنها دخلت في شراكة مع الحركة. وأضافت أن إسرائيل “لم تشارك المعلومات الاستخبارية الخام وراء تقييماتها مع الولايات المتحدة”.

وأوضحت الصحيفة أن مصدرين مطلعين -لم تكشف عن هويتهما- أشارا بهذا الشأن إلى الكراهية التي تكنها إسرائيل لوكالة الأونروا، ونقلت عن أحد المصدرين قوله إن “قسما محددا يذكر كيف يعمل التحيز الإسرائيلي على تشويه الكثير من تقييماتهم للأونروا ويقول إن هذا أدى إلى تشويهات”.

وذكرت الصحيفة أن التقرير المكون من 4 صفحات والصادر عن مجلس الاستخبارات الوطني تم توزيعه على مسؤولي الحكومة الأميركية الأسبوع الماضي.

يذكر أن الأونروا فصلت عاملين في غزة على خلفية الاتهامات الإسرائيلية، وأعلنت في يناير/كانون الثاني الماضي فتح تحقيق مستقل في الاتهامات الإسرائيلية بشأن ضلوع عاملين فيها في هجوم حماس.

وقالت المتحدثة باسم الأونروا تمارا الرفاعي إنه “من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نجري تحقيقا مستقلا في هذه الأمور المحددة في الحالات الفردية التي لفتت إسرائيل انتباهنا إليها”.

وأضافت في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية “لدينا 33 ألف موظف، جميعهم تقريبا يعملون بجد وملتزمون جدا، وعملوا في الوكالة لسنوات طويلة”.

وأشارت الرفاعي إلى أن الأونروا تسلمت ادعاءات من الحكومة الإسرائيلية بشأن 12 اسما في غزة، وكان علينا التحقق من هذه الأسماء في سجلات المنظمة التي تضم 13 ألف موظف في غزة، وتم التمكن من مطابقة 8 من هذه الأسماء.

ولفتت إلى أن تجميد الدول مساهماتها التمويلية للأونروا أمر مدمر للغاية، موضحة أن الوكالة تقدم الملاجئ ومساعدات غذائية وطبية ومياها نظيفة لنحو مليوني شخص في غزة.

من جهته، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كافة البلدان أن تضمن استمرارية عمل الأونروا “المنقذ للحياة”.

وتأسست الأونروا بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1949، وكُلّفت بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في 5 مناطق هي الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة. ويهدف عملها للوصول إلى حل عادل لمأساة اللاجئين.

وتقدم الوكالة خدمات إغاثية لنحو 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني مسجل، منهم 1.7 مليون في قطاع غزة، فيما تؤكد إسرائيل أنها ستسعى لمنع الوكالة من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

والاتهامات الإسرائيلية للوكالة ليست الأولى من نوعها، فمنذ بداية العدوان على غزة، اتهمت إسرائيل موظفي الوكالة بالعمل لصالح حركة حماس، وحسب مراقبين، يعد هذا الاتهام تسويغا مسبقا لاستهداف مدارس ومرافق الأونروا في القطاع، التي تستضيف عشرات الآلاف من النازحين، معظمهم من الأطفال والنساء.

وفد إسرائيلي يشارك في محادثات باريس للتوصل إلى هدنة في غزة

وفد إسرائيلي يتوجّه اليوم الجمعة بقيادة رئيس الموساد إلى باريس على أمل “كسر الجمود” في المحادثات الرامية إلى هدنة جديدة مع حركة حماس في قطاع غزة، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية.

ويضم الوفد الإسرائيلي رئيس الموساد ديفيد بارنيا، ورئيس جهاز الأمن الداخلي رونين بار، إضافة إلى وفود من مصر وقطر والولايات المتحدة.

وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض، الخميس، أن المحادثات التي يجريها مبعوث الرئيس جو بايدن بشأن إطلاق سراح رهائن ووقف الأعمال العدائية في غزة “تسير بشكل جيد”.

وقال جون كيربي “المؤشرات الأولية لدينا من بريت ماكغورك، تشير إلى أن المناقشات تسير بشكل جيد”، موضحا أن المبعوث زار القاهرة الأربعاء، وكان في إسرائيل الخميس، لعقد اجتماعات مع الحكومة وكذلك عائلات رهائن أمريكيين.

وأشار إلى أن المحادثات تتعلق “بتوقف طويل الأمد لإطلاق النار، بهدف تحرير جميع الرهائن” وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية” إلى قطاع غزة.

هذا وأعلنت حركة حماس أن الوفد الذي يترأسه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، قد أنهى زيارته لمصر مساء الخميس.

وبحسب بيان صادر عن حركة حماس، ركزت المناقشات على “الوضع في غزة ووقف القتال وعودة النازحين وتبادل أسرى، والمساعدات الإنسانية”.

وتطالب الحركة منذ أسابيع بـ”وقف كامل لإطلاق النار” وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وهي مطالب اعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “أوهاما” فيما تبدي حكومته استعدادا لوقف القتال مع تأكيد رغبتها في مواصلة العملية العسكرية من أجل “القضاء” على حماس.

وفي مواجهة الخسائر البشرية المتنامية، بدأت مناقشات جديدة حول خطة وضعتها قطر والولايات المتحدة ومصر، تنص المرحلة الأولى منها على هدنة لمدة ستة أسابيع يتم خلالها تبادل رهائن بسجناء فلسطينيين، وإدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وتقول إسرائيل إن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، 30 منهم لقوا حتفهم، من إجمالي نحو 250 شخصا احتجزوا خلال هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وكانت آخر جولة من المباحثات قبل أسبوعين قد فشلت في التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس يحقق وقفا دائما لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح بقية الرهائن الإسرائيليين لدى الحركة.

وعلى الأرض في غزة، استهدفت القوات الإسرائيلية مناطق مختلفة من قطاع غزة، ليل أمس الخميس، ما أدى لسقوط عشرات القتلى.

ولقي أكثر من 23 فلسطينيا، معظمهم من الأطفال والنساء مصرعهم، وأصيب آخرون، إثر قصف شنه الطيران الحربي الإسرائيلي على منازل المواطنين وسط قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية، بأن القوات الإسرائيلية عاودت اقتحام مجمع ناصر الطبي، بعد أن كانت قد انسحبت من داخله، وأبقت على حصاره، ومنعت الدخول إليه أو الخروج منه.

وأكد مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس في غزة استهداف منازل في منطقة دير البلح وسط القطاع، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا، وإصابة نحو 100 آخرين.

كما شنت إسرائيل غارات جوية على رفح، وهددت بدخول قواتها بريا إلى المدينة، التي تعج بأكثر من مليون ونصف مليون شخص، بدعوى تتبع مقاتلي حماس.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت مقتل 97 شخصا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق مختلفة من القطاع.

كما قتل أربعة فلسطينين، وأصيب العشرات، مساء الخميس، إثر استهداف القوات الإسرائيلية بالرصاص الحي، النازحين، على الطريق الساحلي في قطاع غزة.

وكان عدد كبير من النازحين، يسلكون الطريق الساحلي، فرارا من الجوع والعطش في المناطق الشمالية من قطاع غزة، باتجاه منطقة وسط وجنوب القطاع، عندما استهدفتهم القوات الإسرائيلية بالرصاص.

“الأنروا وصلت إلى حافة الانهيار”

في الوقت نفسه، حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، الخميس، في رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن الوكالة وصلت إلى “حافة الانهيار”.

وقال في الرسالة “إنه لمن دواعي الأسف العميق أن أبلغكم اليوم أن الوكالة وصلت إلى نقطة الانهيار، مع دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيكها، وتجميد تمويل المانحين، في مواجهة الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة في غزة”.

وأضاف “إن قدرة الوكالة على الوفاء بتفويضها بموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 أصبحت الآن مهددة بشدة”.

وتوظف الأونروا التي تأسست بموجب هذا القرار الذي جرى تبنيه عام 1949، حوالى 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والأردن وسوريا.

وكانت الوكالة محور جدل منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها، بالضلوع في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين.

وأنهت الوكالة على الفور عقود الموظفين المتهمين، وبدأت تحقيقا داخليا.

لكن رغم أن “إسرائيل لم تقدم أي دليل للأونروا حتى الآن” يثبت اتهاماتها، فقد علقت 16 دولة تمويلها الذي يبلغ إجماليه 450 مليون دولار، وفق ما قال لازاريني، مشيرا إلى أن أنشطة الوكالة في جميع أنحاء المنطقة “ستكون معرضة لخطر كبير” بداية من الشهر المقبل. وأضاف المفوض العام للأونروا “أخشى أننا على شفا كارثة هائلة لها آثار خطيرة على السلام والأمن وحقوق الإنسان في المنطقة”.

وفي ريو دي جانيرو في البرازيل، أكد وزراء خارجية دول مجموعة العشرين، تأييد ومساندة حل الدولتين كطريق أوحد لإنهاء أزمة الشرق الأوسط.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن “ركزنا جميعا على محاولة التوصل لصيغة تؤدي لإطلاق بقية الرهائن وتحقق وقفا إنسانيا مستمرا لإطلاق النار”.

وجاء ذلك بعد اجتماعات استمرت يومين.

وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل “الجميع هنا، الجميع، لم أسمع أحدا يعارض ذلك. لقد كان دعما قويا لحل الدولتين”.

وتابع بوريل: “القاسم المشترك هو أنه لن يكون هناك سلام، ولن يكون هناك أمن مستدام لإسرائيل، ما لم يكن لدى الفلسطينيين أفق سياسي واضح لبناء دولتهم الخاصة”.

وخلفت الحرب في غزة قرابة 29,500 قتيل وفق وزارة الصحة في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مستمر.

وفي الضفة الغربية المحتلة، قتل فلسطيني وأصيب 15 آخرون، مساء الخميس، جراء قصف إسرائيلي لمركبة مدنية في مخيم جنين.

وذكرت مصادر أمنية أن طائرة مُسيّرة قصفت المركبة في ساحة المخيم، ما أدى لتدميرها واشتعال النيران فيها.

وأخطرت القوات الإسرائيلة، مساء الخميس، بهدم منزلين وبئر للمياه، وتدمير شبكة كهرباء، في قرية خلة الفرا، جنوب الخليل.

واندلعت مواجهات مع القوات، لدى مداهمتها مساء الخميس، مدخل مخيم الجلزون، شمال رام الله.

وأطلقت القوات قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع بكثافة خلال المواجهات، ما أدى لإصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق.

وفي نيويورك عقد مجلس الأمن الدولي، الخميس، جلسته الشهرية لمناقشة “الأوضاع في الشرق الأوسط، بما فيها القضية الفلسطينية” استمع خلالها الأعضاء إلى إحاطة من منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند.

وتحدث وينسلاند عن زيارته لغزة هذا الأسبوع، ليرى بنفسه المأساة التي تتكشف، ولقاء “الفرق الأممية التي تعمل بلا كلل وبشجاعة على الأرض”، في خضم تحديات جسيمة لتقديم المساعدات المنقذة لحياة المدنيين الفلسطينيين في القطاع، مشيرا إلى أن ما رآه “كان صادما ومروعا”.

وجدد وينسلاند التأكيد على مدى الحاجة الملحة إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وقال إنه سيواصل حث جميع الأطراف المعنية على رفع العوائق الرئيسة التي تعترض استجابة الأمم المتحدة الإنسانية على الأرض.

وشدد على الحاجة إلى المزيد من تدابير السلامة، والمزيد من الأمن والأدوات ونقاط الوصول لتوسيع نطاق المساعدات، خاصة في شمال القطاع.

وكان مجلس الأمن الدولي، فشل، الثلاثاء، في تبني مشروع قرار يدعو لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة الأميركية لحق النقض “الفيتو”.

اخر المستجدات:

بوتين يعلن تحديث جميع الأسلحة النووية: سلّمنا الجيش 4 قاذفات فرط صوتية قادرة على حمل رؤوس نووية

تتحدى بايدن و”تستفز” الحلفاء وبنودها غير واقعية.. لماذا قدم نتنياهو الآن “خطته” لما بعد الحرب على غزة؟

نتنياهو وخطة اليوم التالي للحرب على غزة – أرشيفية – رويترز

بعد نحو 5 أشهر من فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب على غزة، قدم نتنياهو أخيراً خطته لليوم التالي للحرب، وبنودها لا للأونروا ولا لدولة فلسطين ولا للإعمار إلا بشروطه ولا للسلطة أو حماس في القطاع، فما مدى واقعية تلك الأهداف؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي قدَّم، الخميس 22 فبراير/شباط 2024، لمجلسه الوزاري الأمني المصغر، وثيقة المبادئ الخاصة بسياسة اليوم التالي لانتهاء الحرب على غزة، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها بنيامين نتنياهو “خطته لإدارة غزة” بعد الحرب

وتنص الوثيقة على مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة حتى تحقيق الأهداف، واعتزام تل أبيب “إقامة منطقة أمنية داخل أراضي قطاع غزة، بالمنطقة المتاخمة للبلدات الإسرائيلية”. أما المنطقة الجنوبية المتاخمة للحدود المصرية، فيخطط نتنياهو لإبقاء إسرائيل على ما وصفه بـ”الإغلاق الجنوبي” على الحدود بين غزة ومصر “لمنع إعادة تسليح الفصائل في قطاع غزة”، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

ما مدى واقعية “خطة” نتنياهو؟

لم تأتِ وثيقة نتنياهو بجديد، فلا توجد تفاصيل ملموسة تتعلق بكيفية تنفيذ بنودها، التي وصفها موقع Axios الأمريكي بأنها “ترتكز إلى حد كبير على تصريحات سابقة لنتنياهو بشأن الحرب في غزة”.

كان نتنياهو قد أعلن، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أن إسرائيل في “حالة حرب”، وحدد أهداف تلك الحرب بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” وتحرير الأسرى الإسرائيليين في القطاع. الآن وبعد ما يقرب من 5 أشهر، فشل جيش الاحتلال في تحقيق أي من تلك الأهداف.

الآن يطرح نتنياهو خطته ببنود يصفها البعض بأنها “أقرب إلى الأوهام منها إلى الخطة القابلة للتنفيذ”، وبنود أخرى تعارضها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل معلن، دون أن يقدم رئيس الوزراء تصورات لكيفية تخطي العقبات القائمة بالفعل كي ينفذ أياً من تلك البنود، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

إغلاق الأونروا في غزة

تشمل وثيقة نتنياهو بنداً ينص على إغلاق وكالة الأونروا، على أن تحل محلها وكالات إغاثة دولية أخرى، انطلاقاً من المزاعم الإسرائيلية التي تتهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بأن لها علاقات مع حماس، وأنها -أي الأونروا- شاركت في الهجوم على إسرائيل “عملية طوفان الأقصى”.

لكن هذه المزاعم الإسرائيلية بشأن الأونروا تكذبها واشنطن، حليف تل أبيب وداعمها الأهم على الإطلاق. إذ خلص تقرير صادر، الأسبوع الماضي، عن مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي إلى أن الاتهامات الإسرائيلية بأن “الأونروا متواطئة مع حماس” لا أساس لها، وأن كراهية تل أبيب للأونروا هي السبب في تلك المزاعم، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.

ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر الأمريكية قوله: “هناك جزء محدد في التقرير (تقرير مجلس الاستخبارات الوطني) يذكر كيف أن موقف إسرائيل المعادي للأونروا من الأساس يؤدي إلى التحكم في أي تقييم تقوم به تل أبيب تجاه المنظمة الأممية، وهو ما يؤدي إلى تشوهات في التقييم”. هذا التقييم الأمريكي الذي ينفي مزاعم إسرائيل بشأن الأونروا تم توزيعه على صانعي القرار في واشنطن قبل أيام، بحسب وول ستريت جورنال.

هذا الاختلاف في الموقف بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الأونروا يطرح تساؤلات بشأن مدى قدرة نتنياهو على تنفيذ أهدافه في هذه الناحية، فهل يستطيع رئيس الوزراء الإسرائيلي فرض رؤيته هذه على جميع الأطراف دون دعم من واشنطن؟

لا لدولة فلسطينية!

وثيقة نتنياهو أيضاً نصت على رفض أي اعتراف بالدولة الفلسطينية: “إسرائيل ستواصل معارضتها للاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد. فمثل هذا الاعتراف بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، من شأنه أن يمنع أي تسوية سلمية في المستقبل”، وأشارت وثيقة نتنياهو أيضاً إلى أن الحكومة الإسرائيلية ترفض “الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين”.

هذا البند تحديداً يبدو كأنه موجه بشكل مباشر إلى جو بايدن وإدارته الديمقراطية التي ترفع دائماً شعار “حل الدولتين” في فلسطين، لكن الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على جزء من أرض فلسطين التاريخية “حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967” أصبح الآن مطلباً دولياً، ومن دون تحقيقه لن يكون هناك سلام في فلسطين أو في الشرق الأوسط ككل، بحسب حالة الإجماع العالمي الحالية، والتي تنضم إليها واشنطن، على الأقل نظرياً، ومن خلال التصريحات الرسمية.

وبالتالي فإن نتنياهو عاد لتسلق الشجرة مرة أخرى من خلال تلك الوثيقة لليوم التالي للحرب، أي وضع أهدافاً غير واقعية ويعارضها حتى أقرب حلفاء إسرائيل.

الحدود مع مصر والهجوم على رفح

وثيقة نتنياهو شملت بنوداً تتعلق بمواصلة الحرب على غزة “حتى تحقيق الأهداف”، وهذا ليس بجديد، لكن رئيس الوزراء أضاف نقطتين الأولى تتعلق بإقامة “منطقة أمنية داخل أراضي قطاع غزة (الشمال)”، أي تقليص مساحة القطاع. والنقطة الثانية تخص جنوب القطاع، حيث يخطط نتنياهو لإبقاء إسرائيل على ما وصفه بـ”الإغلاق الجنوبي” على الحدود بين غزة ومصر “لمنع إعادة تسليح الفصائل في قطاع غزة”.

بعيداً عن مدى قدرة جيش الاحتلال على تنفيذ ذلك، هناك معارضة أمريكية معلنة لاحتلال إسرائيل لقطاع غزة، وعبر بايدن نفسه عن هذا الموقف مراراً وتكراراً خلال الأشهر الماضية. الرئيس الأمريكي صرّح نصاً بأن الحرب في غزة لا يمكن أن “تنتهي إلا بإقامة دولة فلسطينية، وليس باحتلال قطاع غزة”.

أما فيما يتعلق بجنوب القطاع وإصرار نتنياهو على مواصلة الهجوم على مدينة رفح، حيث يوجد الآن نحو 1.5 مليون نازح فلسطيني، فالتساؤلات تنصب على ما يمثله ذلك من كوارث محتملة بالنسبة لمصر أيضاً، التي تشارك مع قطر والولايات المتحدة كوسيط في المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى.

أعلنت مصر مراراً عن رفضها تهجير الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء الملاصقة للقطاع، والعلاقات بين القاهرة وتل أبيب تبدو متوترة، لكن في الوقت نفسه يبدو أن إدارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تستعد لاستقبال لاجئين فلسطينيين من القطاع، عبر تجهيز منطقة عازلة في سيناء، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو المنتشرة لتلك التجهيزات.

وشهدت الأيام القليلة الماضية تصريحات مصرية صادرة عن وزير خارجيتها سامح شكري تنفي هذا السيناريو، حيث قال شكري إن “مصر لا تنوي إعداد أي أماكن آمنة للمدنيين في غزة، وإن الحديث عن بناء جدار على حدود مصر مع غزة هو مجرد افتراض، وما يجري هو عمليات صيانة فقط”.

في جميع الأحوال، سيمثل أي وجود عسكري إسرائيلي على الحدود المصرية مع قطاع غزة انتهاكاً لاتفاقية السلام الموقعة بين القاهرة وتل أبيب، والتي تنص على وجود منطقة عازلة على جانبي الحدود، لكن قد تكون هذه النقطة أقل ما ينتظر مصر من مخاطر تهدد أمنها القومي في حالة تنفيذ نتنياهو “أهدافه” التي عبرت عنها وثيقته.

من سيدير قطاع غزة؟

تقول وثيقة نتنياهو إن “عناصر محلية ذات خبرة إدارية” ستكون مسؤولة عن الإدارة المدنية والنظام العام في غزة، وتضيف أن الموافقة على إعادة إعمار القطاع ستكون مشروطة بتجريد غزة بشكل كامل من السلاح لإنهاء أي قدرة عسكرية.

وبشأن التعليم في القطاع، يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه ستوضع “خطة شاملة لمكافحة التطرف في جميع المؤسسات الدينية والتعليمية والرعاية الاجتماعية في قطاع غزة، وبمشاركة ومساعدة الدول العربية التي لديها خبرة في تعزيز مكافحة التطرف في أراضيها”.

هذه هي المرة الأولى التي يعبر فيها نتنياهو عن هذه الرؤية، بعد أن عبر مراراً من قبل عن رفض أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة، على أساس أنه سيحقق “هدفه بالقضاء على حماس”، لكن رئيس الوزراء لم يقدم أي “خارطة طريق” لكيفية تنفيذ تلك الرؤية على أرض الواقع.

بداية، لم تتمكن إسرائيل حتى اليوم من الاقتراب حتى من القضاء على حماس، فمتى يمكنها أن تحقق ذلك؟ فبعد 5 أشهر من الحرب، لا تزال حماس تدير جنوب القطاع، وهناك أدلة ومؤشرات دامغة على أن حركة المقاومة الفلسطينية لا تزال موجودة حتى في شمال القطاع. وفي يناير/كانون الثاني، قام مسؤولون في الحركة بالقبض على لصوص في مخيم جباليا ومعاقبتهم، بحسب تقرير للغارديان.

“قد تجد إسرائيل بعض الأشخاص الراغبين في القيام بهذا العمل القذر، لكن سينظر إليهم على أنهم خونة وجواسيس للاحتلال… وسيكون على الاحتلال توفير قوات ضخمة لحماية هؤلاء الأشخاص”، بحسب ما قاله مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، والمقيم في القاهرة حالياً، للصحيفة البريطانية.

لكن الأسئلة الأكبر في هذه النقطة تتعلق بالتمويل، فمن سيمول هذه الإدارة المزعومة التي يتوهم نتنياهو أنه قادر على إقامتها في القطاع؟ هل هي دول عربية كما نصت وثيقته؟ السعودية أعلنت موقفها بالفعل وهو الرفض التام للمشاركة في أي خطط مستقبلية (ومنها حتى التطبيع مع إسرائيل) إذا لم تتوقف الحرب وتنسحب إسرائيل من غزة وتوافق على إقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو. أما مصر، فظروفها الاقتصادية غنية عن الذكر.

والتمويل هنا لا يتعلق فقط بإدارة القطاع بعد الحرب، لكنه يتعلق أيضاً بالمؤسسات الإغاثية التي يفترض -بحسب خطة نتنياهو- أن تحل محل الأونروا، فمن الذي قد يمول تلك المؤسسات إن وجدت أصلاً؟

وفي الإطار ذاته، الولايات المتحدة أعلنت أنها تريد أن تتولى السلطة الفلسطينية -بعد إصلاحها من الفساد المستشري- إدارة القطاع، والسلطة توافق على لعب هذا الدور، لكن نتنياهو يرفض، فكيف إذاً يمكن تحقيق تلك “الرؤية” التي عبرت عنها وثيقته؟!

لماذا الآن؟

على مدى الأشهر الماضية، تجنب نتنياهو تماماً الحديث عن “اليوم التالي للحرب”، حتى يحافظ على حكومته الائتلافية التي يسيطر عليها اليمين المتطرف، فلماذا قرر الآن تحديداً تقديم تلك الوثيقة لمجلسه الأمني المصغر؟

ربما يكون هذا السؤال هو مربط الفرس في هذه القصة برمتها. وإذا كانت الإجابة المؤكدة موجودة فقط هناك في رأس نتنياهو نفسه، فقد شهدت الأيام القليلة التي سبقت عرض وثيقته على المجلس الأمني المصغر (الخميس 22 فبراير/شباط) عدداً من الأحداث يمكن رصدها على النحو التالي:

– تصريح بيني غانتس، عضو مجلس الحرب، أن الهجوم على رفح قد يبدأ مع بداية شهر رمضان (الإثنين 11 مارس/آذار)، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى، بل إن صحيفة جيروزاليم بوست وصفت موعد الهجوم بأنه “موعد رمضان”.

– وافق مجلس الحرب الإسرائيلي على سفر وفد التفاوض إلى باريس (الجمعة 23 فبراير/شباط) لاستئناف المفاوضات بشأن صفقة الهدنة وتبادل الأسرى مع حماس، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، مع إعطاء الوفد “حرية أكبر” للتوصل إلى اتفاق، بحسب تقرير لصحيفة The Times of Israel.

– حثت واشنطن الحكومة الإسرائيلية على إرسال وفد التفاوض إلى باريس بسرعة، ونقل موقع Axios عن مصادر أمريكية أن هناك انفراجة في المفاوضات، وأن التوصل لاتفاق بات “قريباً”.

الخلاصة هنا هي أنه إذا ما تم وضع تلك المواقف والتصريحات، وغيرها كثير، في سياق مترابط، ربما يكون اختيار نتنياهو تقديم تلك الوثيقة لما بعد الحرب للنقاش في المجلس الأمني المصغر (الكابينت) في هذا التوقيت هدفه ممارسة مزيد من الضغوط على جميع الأطراف بهدف التوصل إلى اتفاق، أكثر منه تقديم “خطة” قابلة للتنفيذ لما بعد الحرب على غزة، بعد أن فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهداف رئيس الوزراء من خلال الحرب طوال 5 أشهر.

آلاف الأشخاص يتظاهرون في نيويورك ضد أكبر جماعة ضغط لإسرائيل.. نددوا بدعمها لجرائم 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *