صورة جوية للسفينة التي غرقت قبالة سواحل اليونان قبل غرقها/ رويترز
بعد موجة غضبٌ عارم لازدواجية تعامل الإعلام العالمي مع قارب “الفقراء” وغواصة “الأغنياء”.. العنصرية في أحط صورها!فيما يلي اخر المستجدات
هاجم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ازدواجية المعايير في التعامل مع كارثة غرق مركب الهجرة غير الشرعية أمام سواحل اليونان ، وبين الاهتمام اللافت بحادثة غرق الغواصة التي كانت تقل عددا من أثرياء العالم.
ازدواجية التعامل مع الحادثين اعتبرها البعض دليلا جديدا على العنصرية في أحط صورها.
لم تقتصر الإدانة على نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بل عبر عدد من الشخصيات العامة عن غضبهم من تلك الازدواجية.
الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما استهجن التغطية الإعلامية الدقيقة لأزمة غواصة تيتان التي انتهى أمرها بالانفجار مقابل تجاهل كبير لمركب المهاجرين الغارق.
أوباما قالها صراحة: هذا وضع لا يطاق!
العنصرية الغربية
في ذات السياق هاجم آخرون ما وصفوه بالعنصرية الغربية التي لا تهتم إلا بالرجل الأبيض،وليذهب الآخرون إلى الجحيم.
صراع الشرق والغرب
برأي المفكر والمترجم الكبير شوقي جلال فإن المعركة الدائرة الآن هى معركة صراع بين الشرق والغرب، مشيرا إلى أن هناك تحالفا بين أوروبا وأمريكا للحفاظ على مكانتهما.
وأضاف أنه بقدر الكلام عن الأنا والآخر، والتسامح، فإن الليبرالية سقطت منذ زمن.
وقال جلال إن الشعارات التى أطلقت عن الإخاء والمساواة والحرية والعدالة كانت لمصلحة الإنسان الأبيض دون سواه.
وأضاف: “عندما أرى فرنسيس بيكون أحد زعماء التنوير، عضوا ومساهما كبيرا فى شركة تجارة العبيد، ويتحدث عن التنوير! ويتحدث فى أحد كتبه عن أن «هذا الأمر لا يليق بالإنسان الإنجليزى!» أليست هذه عنصرية؟! هل ننسى عندما كانوا يأتون بأبناء إفريقيا وأبناء الأمريكتين الأصليين ويضعونهم فى أقفاص للفرجة؟!”.
وخلص إلى أن التنوير الأوروبى انتهى بالاستعمار والانحياز للرجل الأبيض، مؤكدا أن ما يحدث الآن أن الآخر يحاول انتزاع حقه فى الوجود، مشددا على أن المطلوب تنوير إنسانى وليس تنويرا يعلى من شأن الإنسان الأبيض.
بلاد ال 700 غريق
من جهته قال الأديب المصري الكبير رفقي بدوي إن اليونان أغرقت مراكب اللاجئين عمدا وبتوجيهات من الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الشعب اليوناني يقوم بمظاهرات ضد حكومته مطالبين بتقديم المتسببين في الكارثة للمحاكمة ، لافتا إلى أنه لا أحد من المسئولين ببلاد ال 700غريق جرؤ على الحديث عن الكارثة.
وكان أدلى ناجون من مأساة قارب الهجرة، الذي غرق قبالة سواحل اليونان، بشهادتهم عن كارثة غرق المركب، وكشفوا أن خفر السواحل كان يقطر قاربهم في وقت انقلابه، على الرغم من نفي السلطات لتلك المزاعم، كما تحدث الناجون عن الجحيم الذي عاشوه على متنه دون طعام أو ماء.
وفي تحقيق أجراه موقع Lighthouse Reports الهولندي بالتعاون مع The Times البريطانية، وDer Spiegel الألمانية وEl País الإسبانية، فقد كشف عن منع محققي خفر السواحل الناجين من الحديث عن تورطهم في أن أفعال خفر السواحل اليوناني عجّلت بالنهاية المأساوية، مؤكداً أن الأدلة وشهادات الناجين قد تم العبث بها.
القارب كان مقطوراً من خفر السواحل
وخلال المقابلات مع المراسلين، قال 16 من الناجين إن القارب كان مقطوراً من خفر السواحل اليوناني عندما غرق. بينما قال العديدون إن القارب اليوناني كان يقطرهم في اتجاه المياه الإقليمية الإيطالية.
وتسود المخاوف من غرق أكثر من 600 شخص بعد انقلاب قاربهم قبالة سواحل مدينة بيلوس، خلال رحلتهم من طبرق في ليبيا إلى اليونان.
ويُقال إن القارب كان يحمل على متنه ما يصل إلى 750 مهاجراً، ولم يُعثر سوى على 104 منهم أحياءً فقط. وتأكدت وفاة أكثر من 80 شخصاً حتى الآن، بينما لا يزال البقية في عداد المفقودين.
وأجرى خفر السواحل والشرطة اليونانية مقابلات مع 9 من بين الناجين الـ16 بعد إنقاذهم، لكن النسخ المأخوذة عن إفادات هؤلاء الشهود أغفلت تفاصيل قطر القارب، وقد حصل الصحفيون على تلك النسخ بعد تقديمها إلى قسم التحقيقات في تحطم السفن بخفر السواحل.
إذ قال اثنان من الناجين إن خفر السواحل كان يرفض تسجيل الشهادات إذا تم ذكر عملية القطر فيها.
لا يوجد ماء أو طعام
واحتوت 4 من شهادات الشهود المترجمة على فقرات وصياغة متطابقة، على الرغم من ترجمتها بواسطة أشخاص مختلفين. وتغطي الفقرات المتطابقة فترة الساعات الأخيرة قبل الغرق. وأوضحت جميع الشهادات أن القبطان بدا أنه تائه، بينما لم يكن لدى الركاب أي ماء أو طعام، ما أجبرهم على الاتصال بالسلطات اليونانية لطلب المساعدة.
وفي شهادته التي أدلى بها سامي اليافي (اسم مستعار) إلى الشرطة وخفر السواحل، كما تحدث مع الصحفيين، أوضح أن خفر السواحل حذف الملاحظات المتعلقة بقطر القارب من شهادته.
اليافي أشار إلى أن قارب المهاجرين فقد الطاقة ونفدت منه المياه والطعام بعد قضاء بضعة أيام في البحر. وفي اليوم الخامس، وصل قارب دورية خفر السواحل إلى قارب المهاجرين. وفي تمام الواحدة صباحاً تقريباً، ربط خفر السواحل قاربهم بقارب المهاجرين، وبدأ في قطره، وفقاً لليافي.
كما أوضح اليافي: “أبحرت السفينة اليونانية (لتسحب قاربهم معها)، فمال قاربنا على الفور إلى اليسار، ثم إلى اليمين. فقال المهاجرون لنتحرك صوب يسار القارب للحفاظ على توازنه. لكن القارب انقلب عندها مع الأسف. وكنت موجوداً أسفل القارب الذي كان يُغرقني معه”.
ثم سبح اليافي من تحت القارب وتسلق هيكله، وجلس مع مجموعة من الآخرين هناك في انتظار الإنقاذ، حتى غرق القارب.
وحاول اليافي إخبار محقق خفر السواحل بواقعة القطر بعد نقله إلى الشاطئ. لكنه أوضح: “لم يكتبوا ذلك في شهادتي، ولم أعثر على ذلك الجزء عندما عرضوها أمامي في النهاية”.
بينما قال أمجد ماهر، طبيب الأسنان من حمص في سوريا، إن خفر السواحل اليوناني ربط حبلاً بالجانب الأيمن من القارب. وتسبب ذلك في انقلاب القارب عندما بدأ قارب الدورية في الحركة بحسب ماهر.
كما أوضح ماهر أنه كان جالساً على سطح القارب عند انقلابه، قائلاً: “سقطت في الماء، وأحدث القارب موجةً ضخمة رمتني على بعد نحو 30 متراً منه”.
ثم أردف: “عندما سقطت في الماء، ظننت أنها نهايتي وأنني سأموت هنا، وقلت لنفسي إنني ارتكبت خطأً عندما خاطرت بحياتي في البحر”.