رئيس كازاخستان يطلق يد الأمن ضد المتظاهرين.. أمر بسحقهم، وادعى وجود 20 ألف “إرهابي” هاجموا العاصمة

كشف رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 2022 أنه أمر أفراد الأمن بفتح النار دون سابق إنذار، إذا وقعت اضطرابات أخرى. مضيفاً أنه سيتم “سحق” من يرفضون تسليم أنفسهم.
توكاييف وفي كلمة بثها التلفزيون الرسمي للدولة، قال إن ما يصل إلى 20 ألفاً “من قطاع الطرق” هاجموا العاصمة المالية ألما اتا ودمروا ممتلكات عامة، مشيراً إلى أن “الإرهابيين” ما زالوا يلحقون أضراراً بالممتلكات ويستخدمون الأسلحة، ويجب القضاء عليهم.
“لا خدمات مجانية”.. ما الغنيمة التي يأمل بوتين الحصول عليها من التدخل العسكري في كازاخستان؟

كان يقال قديماً حول حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفييتي، إنه هو التحالف العسكري الوحيد الذي هاجم نفسه، وذلك بعد أن زحفت دباباته إلى براغ عاصمة التشيك في عام 1968 لسحق حركة الإصلاح هناك. لكن مع نشر قوات من “منظمة معاهدة الأمن الجماعي” التي تقودها روسيا إلى كازاخستان يوم الخميس، 6 يناير/كانون الثاني، تردَّدَت “أصداء مخيفة” لما يسمى ربيع براغ عام 1968، والسحق السوفييتي للثورة المجرية في عام 1956.
ونزل المظليون الروس إلى أكبر مدينةٍ في كازاخستان الخميس للمساعدة في قمع أكبر انتفاضة في تاريخ الجمهورية السوفييتية السابقة، حيث استمرَّت الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين المُسلَّحين في كازاخستان، حيث وصل 2500 جندي من أرمينيا وبيلاروسيا وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان في عمليةٍ “محدودة” لاستعادة السلام.
“معاهدة الأمن الجماعي” بقيادة روسيا.. أول عملية انتشار عسكري منذ عام 1999
لم تقم “منظمة معاهدة الأمن الجماعي”، المقصود بها أن تكون اتفاقية دفاع مُتبادَل، بأي عمليات انتشار مشتركة منذ تأسيسها في عام 1999. والآن استُدعِيَت المنظمة لتهدئة الاضطرابات الداخلية في إحدى الدول الأعضاء فيها.
ادعى رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، أن التمرد كان مستوحى من “الإرهابيين” المدعومين من الخارج، لكن استدعاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي تشير إلى أنه لم يعد يشعر أنه يستطيع الوثوق بقواته. عندما جاء طلب توكاييف، قفزت منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى العمل في غضون ساعات، وصباح الخميس كان المظليون الروس يصلون بالفعل إلى كازاخستان.

صرَّح الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، لوكالة الإعلام الروسية، بأن إجمالي قوة حفظ السلام سيبلغ حوالي 2500 ويمكن تعزيزها إذا لزم الأمر.
أشاد البعض في موسكو بقرار التدخُّل، فيما رفض مكسيم سوشكوف، مدير معهد الدراسات الدولية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، المقارنات مع تدخُّلات حلف وارسو في العهد السوفييتي، ووصفها بأنها “دعاية”، وقال إن مهمة قصيرة يمكن أن تعزِّز مكانة روسيا في المنطقة.
وكتب سوشكوف على منصة تويتر أن الأحداث في كازاخستان مثَّلَت “أزمةً يمكن لموسكو أن تكون مفيدةً فيها”.
لا توجد خدمات مجّانية يقدمها بوتين لحلفائه
ويُعَدُّ أوجه التشابه الواضح مع حلف وارسو أنه على الرغم من أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي هي تحالف، فمن شبه المؤكد أن قرار التدخُّل اتُّخِذَ في موسكو. وقد رحَّبَ بمثل هذا التدخُّل ألكسندر لوكاشينك في بيلاروسيا، إذ تمكَّن من سحق ثورة ضخمة باستخدام قوته المحلية الخاصة، لكن فلاديمير بوتين هو من اتَّخَذَ القرار النهائي.
تقول صحيفة The Guardian البريطانية، ربما يأمل بوتين أن مهمة سريعة ستعيد النظام بسرعة وتجعل كازاخستان ممتنة ومدينة لموسكو، لكن العملية تنطوي على مخاطر.
أما النظر إلى خطوة منظمة معاهدة الأمن الجماعي على أنها تدخل روسي، فقد تسبَّبَ في إثارة استياء الكثيرين في كازاخستان، حيث كان أحد الإنجازات الرئيسية للرئيس السابق نور سلطان نزارباييف هو تجنُّب الصراع الرئيسي بين الأغلبية الكازاخستانية والأقلية العرقية الروسية في البلاد.

اتبعت كازاخستان بكل فخر سياسة خارجية “متعددة الاتجاهات” لسنوات، وقوبلت علاقاتها الوثيقة مع موسكو بعلاقات جيدة مع الدول الغربية. ومع ورود أنباء يوم الأربعاء، 5 يناير/كانون الثاني، عن طلب توكاييف لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، حدَّدَت رئيسة تحرير محطة التلفزيون الحكومية RT الروسية، مارغريتا سيمونيان، قائمةً من المطالب.
وكتبت على تويتر: “يجب أن نساعد بالتأكيد، لكننا بحاجة إلى وضع بعض الشروط أيضاً”. وشمل ذلك جعل اللغة الروسية لغة الدولة الثانية في البلاد والاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا.
ربما كانت تلك علامةً على نظرة البعض في موسكو إلى تحالف منظمة معاهدة الأمن الجماعي. فإذا نجح توكاييف في سحق الاحتجاجات بمساعدة موسكو، فقد يتوقَّع الروس مزايا في المقابل.
بوتين وتحويل الأزمة في كازاخستان إلى فرصة
من ناحية أخرى، من المُقرَّر أن تبدأ المحادثات الأمنية رفيعة المستوى بين المسؤولين الأمريكيين والروس في 10 يناير/كانون الثاني في جنيف، يليها اجتماع لمجلس الناتو وروسيا في 12 يناير/كانون الثاني ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في 13 يناير/كانون الثاني.
وذكر موقع Axios الأمريكي، نقلاً عن خبراء، أن نشر روسيا المحدود للقوات في كازاخستان من غير المُرجَّح أن يؤثِّر على التخطيط العسكري على الحدود الأوكرانية، حيث من المُتوقَّع أن تحافظ موسكو على قوتها خلال مفاوضات الأسبوع المقبل.
ستتطلَّب الأزمة السياسية والأمنية المستمرة في كازاخستان -أكبر حليف عسكري لروسيا، وأكبر اقتصاد في آسيا الوسطى، والدولة “العازلة” الاستراتيجية في المنطقة- اهتماماً كبيراً من الكرملين.

في هذا السياق، فإن غزواً واسع النطاق لأوكرانيا، والذي سيؤدي إلى استجابةٍ اقتصادية ضخمة من الغرب، قد يكون أكثر من اللازم بالنسبة لبوتين.
يقول دميتري ترينين، مدير مركز كارنيغي في موسكو: “بالنسبة لروسيا، هذه مهمة حساسة للغاية. لقد تدخلت روسيا بشكلٍ أساسي في أزمةٍ داخلية في دولةٍ مجاورة رئيسية، حيث لا يرحب الناس بالتدخل الأجنبي، وحيث لا يرى سكان روسيا، بهامش 2 إلى 1، ضرورةً للتدخُّل عسكرياً”.
لكن إذا نجح تدخُّل منظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان، قد يوفِّر فرصة لبوتين لإظهار القوة واستعادة النفوذ الروسي على جارةٍ لها أيضاً علاقاتٌ مع الصين.
وكما هو الحال في بيلاروسيا، حيث أصبح الديكتاتور المُحاصَر ألكسندر لوكاشينكو يعتمد كلياً على موسكو، يمكن لبوتين “تحويل الأزمة إلى فرصة”، على حدِّ قول ترينين لموقع Axios.
الصحف البريطانية تتناول الاحتجاجات المستجدة في كازاخستان، وقضية الأطفال المهاجرين إلى إيطاليا، إضافة إلى تأثير احتجاز نوفاك جوكوفيتش في أستراليا على مسيرته.
ونبدأ بافتتاحية في صحيفة الغارديان حول الاضطرابات في كازاخستان تقول إن “الخطر قادم”.
وتعتبر الصحيفة أن الأزمة في كازاخستان “قد تبدو قريبا أسوأ بكثير”، وتشير إلى أن رئيس البلاد قاسم جومارت توكاييف “لا يظهر أي مؤشر على معالجة المطالب الأكثر جوهرية للإصلاح السياسي”، رغم إقالته رئيس مجلس الأمن واستبدال حكومته بإدارة مؤقتة.
وتضيف، “عدم وجود قادة للاحتجاج الذين قد يقبلون التفاوض هو النتيجة الحتمية لعدم تسامح النظام مع المعارضة. توقاييف، دون تقديم أدلة، يلقي باللوم على عصابات إرهابية مدربة في الخارج، في محاولة لتبرير رد فعله العقابي. لكن في حين أن القوة قد تسحق الاحتجاجات، لا أإنها ستضخم الغضب الكامن”.
وترى الصحيفة أن “دعوة منظمة معاهدة الأمن الجماعي هي خطوة محفوفة بالمخاطر بشكل خاص، ربما تشير إلى أن توكاييف اهتز من التقارير التي تفيد بأن أفراد الأمن ينتقلون إلى جانب المتظاهرين، أو أنه قلق بشأن أجزاء أخرى من النخبة. بالإضافة إلى الاعتراف ضمنيا بضعفه، ومن المرجح أن يؤدي طلب مساعدة موسكو إلى تنفير الكثيرين في بلد يفتخر بسياسته الخارجية متعددة الاتجاهات”.
وتضيف “لم يتدخل تحالف دول ما بعد الاتحاد السوفيتي في أزمة من قبل، لكن روسيا (مثل جارة كازاخستان القوية الأخرى الصين) تريد الاستقرار على حدودها ولا تريد احتجاجات الشوارع للإطاحة بحكومة أخرى في المنطقة”.
وتختم الصحيفة “الغرب له تأثير محدود، لكنه لا يخلو من النفوذ. يتم حجز مبالغ كبيرة من الأموال الكازاخستانية في لندن، حيث “يمكّن مقدمو الخدمات البريطانيون النخب، في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي من غسل أموالهم وسمعتهم”، وفقا لتقرير لاذع لمؤسسة تشاتام هاوس الشهر الماضي، وطالب نشطاء بالتحرك، تزامنا مع فرار الأثرياء وذوي الصلات الجيدة، ويجب على وكالات إنفاذ القانون والمؤسسات المالية ومقدمي الخدمات أن يراقبوا بعناية وأن يبلغوا عن الأصول ويجمدوها ويحتجزوها حسب الاقتضاء. كما يجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا أن يبذلوا قصارى جهدههم لحث القيادة الكازاخستانية على احترام حقوق المحتجين”.
أطفال مهاجرون بلا ذويهم
وننتقل إلى تقرير لفيليب ويلان في التايمز بعنوان “ما العمل مع الأطفال المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئ إيطاليا”؟
ويقول الكاتب إنه “لا يمكن رفض الأطفال الذين يصلون إلى إيطاليا بمفردهم على الحدود ولا إعادتهم إلى بلدهم الأصلي. وينص قانون صدر عام 2017 على أنه يجب تحديدهم بشكل صحيح وإيوائهم. كما ستساعد الحكومة في العودة الطوعية إلى الوطن إذا نجحت السلطات في تعقب الأسرة”.
ويقر إنريكو كوستا، رئيس جمعية خيرية كاثوليكية في جنوة تدير أربعة مراكز استقبال، بأن جنوة “واجهت مشاكل في استيعاب ودمج أصغر المهاجرين. وكان البعض فريسة سهلة للمجرمين الذين استخدموهم في الجرائم البسيطة والاتجار بالمخدرات، مستغلين الإفلات القانوني من العقاب للأطفال دون سن 14 عاما”.
لكن الكاتب يلفت إلى أن “التدريب اللغوي والمهارات المهنية أمران حيويان إذا ما اندمج القصر في المجتمع الإيطالي، مما يوفر في النهاية جزءا من القوة العاملة لبلد يتناقص فيه عدد السكان”.
ويرى الكاتب أن “مشكلة ما يجب فعله مع الأطفال غير المصحوبين بذويهم تتزايد مع كل وافد جديد. ففي العام الماضي، وصل 67 ألف مهاجر إلى الشواطئ الإيطالية، منهم 9478 حدثا يسافرون بمفردهم، وهو ضعف العام السابق”.
وينقل الكاتب عن إعجاز أحمد، الذي ساعد العديد من القاصرين غير المصحوبين بذويهم في تعاملاتهم مع السلطات الإيطالية، قوله إن “تكلفة رحلة الطفل إلى أوروبا هي نفسها بالنسبة للبالغين: ما بين 6000 جنيه إسترليني و12000 جنيه إسترليني للرحلة من باكستان، على سبيل المثال، وقد تستغرق ما يصل إلى عامين”.
ويوضح الكاتب “لقد أزاح كوفيد – 19 الهجرة من الصفحات الأولى للصحف وغيّر التصورات العامة. ووجدت دراسة نشرتها مؤخرا منظمة كارتا دي روما، وهي منظمة تراقب تغطية الهجرة في وسائل الإعلام الإيطالية، أنها كانت أولوية بالنسبة لـ 6% فقط من السكان”.
جوكوفيتش مسيرة ملحمية.. ولكن
ونختم مع التايمز أيضا، ومقال رأي لجيمس غيربرانت عن الأزمة الأخيرة التي يمر بها لاعب التنس نوفاك جوكوفيتش، الذي يقبع في حجز للمهاجرين بعد رفض دخوله أستراليا للمشاركة في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، بعد أن منح إعفاءا طبيا للمشاركة في البطولة في ميلبورن.
ويقول الكاتب إن “جوكوفيتش، اللاعب رقم 1 في العالم وربما أعظم رجل لعب التنس في التاريخ، يقاتل من أجل تجنب الترحيل من أستراليا والحرمان من البطولة، التي قد تكرس عظمته، إذا نجح استئنافه وسمح له بالمنافسة، فقد يفوز بلقب رئيسي تاريخي رقم 21. لكن مهما حدث، فإنه يبدو أيضا كشخصية متراجعة، شخص تآكل إرثه الآن بشكل لا رجوع فيه”.
ويضيف، “أمضى جوكوفيتش العام الماضي مسرعا نحو المجد. كان الإمساك بألقاب روجر فيديرر و(رافاييل) نادال من البطولات الأربع الكبرى بمثابة السعي الملحمي في مسيرته. في البداية بدا الأمر مستحيلا.، لكن ببطء، يبدو أنه لا مفر منه. لقد فاز بثلاث من البطولات الأربع الماضية في البطولات الأربع الكبرى، وفي ويمبلدون وصل إلى مستوى منافسيه الكبار. ومن خلال الفوز في ميلبورن، سيتوج بأحد أهم الإنجازات الرياضية على الإطلاق”.
ويضيف الكاتب “مع ذلك، أظهر جوكوفيتش تجاهلا متهورا للعلم. في ذروة الوباء، نظم بطولة استعراضية تجنبت التباعد الاجتماعي وتسببت بإصابة العديد من اللاعبين وزوجاتهم ومدربيهم. لقد سافر إلى أستراليا، وهي دولة عانت من عمليات الإغلاق، وأبرز صراحة الإعفاء من اللقاح، وأشعل حادثا دبلوماسيا دوليا وعرّض نفسه للغضب والازدراء والسخرية”.
ويشير الكاتب إلى أنه “من الممكن أن نتعاطف مع جوكوفيتش. أنا شخصيا، وأنا أعلم أن هذا موقف أقلية، لطالما أحببته بشكل غريزي. لقد كان لديه نصيبه من الانفعالات القوية في الملعب، لكنه بشكل عام كان بطلا محترما، ومتواضعا في الانتصار والهزيمة”.
ويختم “لفترة طويلة، كان من المحتم أن يتفوق جوكوفيتش عليهما (فيديرر ونادال). الآن ننتظر لنرى ما إذا كان تحديه لقواعد أكثر عمقا سيؤدي في النهاية إلى ترسيخ ملحمته إلى الأبد”.