نبدأ من افتتاحية صحيفة الاندبندنت، التي جاءت بعنوان “الحرب الاقتصادية على روسيا هي أفضل أمل لأوكرانيا”. وتقول الصحيفة إنه وفقا لمراسلها في أوكرانيا، فإن الحرب لا تسير على ما يرام بالنسبة للأوكرانيين في شرق بلادهم.
وتقول الصحيفة إنه بعد أشهر من الإخفاق، بدأت كفة روسيا ترجح في الحرب في أوكرانيا بسبب مدفعيتها الثقيلة الضخمة، “والاستعداد غير الإنساني لاستهداف المناطق المدنية بها”. وترى الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا ليست فقط أكبر صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية فحسب، بل هي أيضًا صراع وحشي غير عادي بين شعبين تربطهما أواصر صلة قوية. وحتى لو توقف القتال غدا، فإن الكراهية ستستمر لعقود عديدة.
وترى الصحيفة أن قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتدمير الأرض التي يرغب في احتلالها قريبًا لا يبدو أمرًا عقلانيًا، لكنه منطقي تمامًا للرجل الذي بدأ كل هذا منذ أكثر من ثلاثة أشهر. بالنسبة له، حسبما ترى الصحيفة، لا يتعلق الأمر بالناس أو حتى الموارد الاقتصادية، بل بالأرض فقط. فهو يساوي الأرض بالقوة ولم يخفِ رغبته في استعادة الهيمنة الروسية السابقة على أوروبا الشرقية والقوقاز.
وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من النكسات الأوكرانية، يبدو أن الحرب ستستمر لبعض الوقت. وعلى الرغم من القصف والتفوق العسكري على الورق، أثبتت روسيا أنها لا تملك القدرة على إلحاق هزيمة خاطفة بالأوكرانيين. أفضل ما يمكن أن تأمل فيه هو هدنة غير مستقرة، والحفاظ على مكاسبها في الشرق والجنوب.
وترى الصحيفة أن أوكرانيا ليست في وضع يسمح لها بدفع الروس إلى حدودهم القانونية، أو حتى حدود الأمر الواقع المحددة في عام 2014 ، بعد احتلال شبه جزيرة القرم وأجزاء من دونباس. لكن الرئيس زيلينسكي لن يتوقف عن القتال ولن يقبل الوضع الراهن.
وترى الصحيفة أن الروس لديهم من الحكمة ما يكفي لعدم التصعيد إلى أسلحة كيماوية أو نووية. وبالتالي، فإن الحرب الاقتصادية ضد روسيا سوف تكون ذات أهمية متزايدة، ما يضعف قدرة روسيا على تمويل عدوانها ويزيد الضغط على مستويات معيشة الشعب الروسي. وقد تمكن الاتحاد الأوروبي من الاتفاق على حزمة من شأنها أن تقلل واردات النفط بنسبة 90 في المئة بحلول نهاية العام.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من العقوبات الاقتصادية تستمر التجارة في السلع الأساسية. وترى أن أوروبا تحتاج إلى وقت لفك الارتباط وقطع خطوط الأنابيب. لكن المجر تبرز بصورة متزايدة كحليف لروسيا وتقاوم العقوبات وترفض تزويد أوكرانيا بالأسلحة أو حتى السماح لها بعبور أراضيها.
وترى الصحيفة أنه بشكل عام يبدو تأثير العقوبات ضد روسيا مشجعًا. وتختتم قائلة إنه ستوجد جهات لا يعول عليها بصورة كبيرة، مثل تركيا وإيران والهند، قد تتسبب في بعض الانتكاسات للعقوبات، لكن العقوبات ستحدث فرقًا متزايدا.
الإمارات “نموذج جديد” بالمنطقة
وننتقل إلى صحيفة الفاينانشال تايمز وتقرير لسايمون كير بعنوان “الإمارات تصبح “نموذجا جديدا” للمنطقة مع إبرام اتفاق للتجارة مع إسرائيل”.
ويقول الكاتب إن الإمارات أصبحت أول دولة عربية توقع اتفاقية تجارة حرة كاملة مع إسرائيل، بُنيت على الروابط الاقتصادية التي نمت منذ أن أقامت الدولتان علاقات دبلوماسية في عام 2020.
ويضيف أن وزيري اقتصاد البلدين وقعا في دبي الثلاثاء اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تهدف إلى دفع التجارة الثنائية إلى أكثر من 10 مليارات دولار في غضون خمس سنوات. وفي الفترة من سبتمبر/أيلول 2020 إلى مارس/آذار 2022، تجاوزت التجارة غير النفطية 2.5 مليار دولار. وقالت الإمارات في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية إن الصفقة ستضيف 1.9 مليار دولار إلى اقتصاد الإمارات في نفس الإطار الزمني.
وقال البيان إن الاتفاق يلغي أو يخفض 96 في المئة من الرسوم الجمركية على السلع والخدمات، ما يخلق فرصًا في قطاعات مثل الطاقة والبيئة والتجارة الرقمية.
ونقل الكاتب عن عبد الله بن طوق، وزير الاقتصاد الإماراتي، قوله إن الاتفاقية “ستخلق نموذجًا جديدًا للمنطقة”، و”ستسرع من النمو وتؤكد على الاعتقاد المشترك بأن الطريقة الوحيدة لبناء اقتصادات مرنة ومستدامة في عالم معقد هي من خلال القيام بذلك معًا”.
وقال رئيس الوزراء نفتالي بينيت في تغريدة على تويتر إن الاتفاقية هي أسرع اتفاقية تجارة حرة يتم توقيعها في تاريخ إسرائيل، ووصفها بأنها الأولى من نوعها التي يتم توقيعها بين بلاده وأمة عربية.
ويقول الكاتب إن قطاعات التجارة والسياحة والاستثمار ازدهرت منذ توقيع ما يسمى باتفاقات أبراهام خلال إدارة ترامب، والتي شملت أيضًا البحرين والسودان والمغرب لاحقًا. وبلغ حجم التجارة الثنائية 1.06 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري، أي خمسة أضعاف ما كان عليه في العام السابق.
ويضيف أنه مثل السعودية “التي تربطها علاقات سرية ولكن ليس لديها علاقات رسمية مع إسرائيل”، فإن الإمارات تشترك في مخاوف مشتركة مع إسرائيل بشأن برنامج إيران النووي والتدخل في العالم العربي.
ويقول إنه قبل فترة طويلة من تطبيع العلاقات، كانت الإمارات منخرطة سراً مع إسرائيل في التعاون الاقتصادي والأمني، بما في ذلك الاستثمار الإماراتي في شركات التكنولوجيا الإسرائيلية.
ومنذ التطبيع، حسبما يقول الكاتب، كان هناك عدد من الاتفاقات بين الحكومتين، بما في ذلك التعاون في تكنولوجيا الطائرات العسكرية المسيرة وخطة لبناء محطات للطاقة الشمسية وتحلية المياه على جانبي نهر الأردن.